رأينا منذ عامين في مؤتمر آبل للمطورين WWDC2020 بداية انتقال الشركة إلى شرائحها الخاصة أو ما يسمى بـ Apple Silicon، اليوم بعد عامين وفي حدث WWDC 2022 رأينا أنظمة آبل الجديدة مثل IOS 16 والجيل الجديد M2 خليفة شريحة M1 ، اليوم سنلقي نظرة للخلف لنرى هل أتى التغيير بثماره، وما المتوقع مستقبلا.
لماذا التحول؟
في البداية، لماذا اختارت آبل الانتقال لشرائحها الخاصة بدلًا من استعمال شرائح انتل، والسبب يمكن تلخيصه في تأخر انتل عن تقديم شرائحها في المواعيد المطلوبة ومشاكل في معالجات الجيل السادس من انتل والتي – حسب مهندس سابق في انتل – أدت إلى بدء آبل في تطوير معالجاتها الخاصة في 2015 للتلخص من تلك المشاكل وقد بدأت آبل بوضع شرائحها الخاثة شيئا فشيئا، فمثلا شريحة الأمان T1 لمضافة إلى ماكبوك برو نسخة 2016 التي ساعدت في وجود بصمة إصبع في الماكبوك وT2 المضافة للآي ماك برو 2018.
وقد كانت آبل بالفعل تستخدم معمارية ARM في أجهزة الآيفون منذ الآيفون 4، وكذلك في أجهزة الآيباد والسماعات وغيرها، مؤديا لتطور مهول لدى فريق تصميم الشرائح في آبل وشرائح ARM عمومًأ.
الفرق بين ARM و intel
الفرق هنا وباختصار في مجموعة التعليمات التي تخبر المعالج ما يفعل أو “المعمارية”، تعتمد معالجات ARM على نظام RISC (Reduced Instruction Set Computer) ,والذي يقوم بتبسيط المهام وتنفيذها بشكل منفصل، أما مجموعة التعليمات المستخدمة في انتل هي CISC (Complex Instruction Set Computer) والتي تقوم بتنفيذ عدة مهام مختلفة في نفس الوقت.
البداية
بدأ الأمر بشريحة M1 ذات 8 أنوية للمعالج و7 أو 8 أنوية للمعالج الرسومي، مصنعة بتقنية 5 نانومتر مع 16 نواة للمحرك العصبي المسؤول عن مهام الذكاء الاصطناعي والقادر على تنفيذ 11 تريليون عملية في الثانية و16 مليار ترانسستور، فكر فيها كشريحة آيفون مكبرة قليلًا.

أتت الشريحة الجديدة في جهازي MacBook Air بدون مراوح للتربيد و MacBook Pro 13 إنش وMac Mini، قدمت الشريحة أداءا ممتازا على التطبيقات المبنية للعمل على معمارية ARM وأداءًا جيدًا للتطبيقات المترجمة من x86، باختصار كانت الشريحة أكثر من ممتازة لأغلب الناس ووفرت أداء بطارية قوي.
المحترفين
ووعدت آبل أيضا أنها ستستغني تمامًا عن معالجات انتل في أجهزة الماك لديها بحلول عامين، ورأينا iMac بشريحة ال M1 في الربيع من عام 2021، ولاحقًا في نفس العام رأينا شريحة M1 pro التي وفرت حتى 10 أنوية للمعالج و16 نواة للمعالج الرسومي ومعدل كتابة/ قراءة بيانات 200 جيجابايت في الثانية، و M1 Max أيضا 10 أنوية للمعالج وحتى 32 نواة للمعالج الرسومي و400 جيجابايت في الثانية معدل كتابة/ قراءة بيانات.
أتت هذه الشرائح في أجهزة الـ MacBook Pro 16 و 14 إنش، مع تصميم جديد بحواف أشبه بالمربعة وشاشة ممتازة كألوان وسطوع وغيرها ونوتش، تفوقت هذه الأجهزة من ناحية الأداء وتوفير الطاقة لدرجة جعلت متابعي التقنية يتسائلون: من سيحتاج أكثر من ذلك؟

ولمن احتاج المزيد من الأداء، شريحة الـ M1 Ultra وهو عبارة عن شريحتي M1 Max مدمجوتين معًا، ضعف كل شيء، وأتت تلك الشريحة في جهاز جديد وهو Mac studio وهو جهاز ذو حجم صغير نسبيا وأداء خارق وسعر مرتفع، الآن جميع أجهزة الماكبوك تحولت لشرائح آبل، الـ iMac والـ Mac mini وجهاز ال Mac studio الجديد، بقي جهاز واحد وهو الـ Mac pro الذي انتظرناه بشدة في مؤتمر WWDC هذا العام لكن بدلا منه حصلنا على جيل جديد وهو شريحة M2.
شريحة الـ M2
الجيل الثاني من Apple silicon وتعتبر تحديثا لشريحة الـ M1 وليس أكثر من ذلك، بداية مع 8 أنوية للمعالج التي توفر أداءًا أعلى بـ 18% من M1 و10 أنوية للمعالج الرسومي والتي – حسب آبل – تعطي حتى 35% أداءًا أعلى من M1 و100 جيجابايت في الثانية معدل كتابة/ قراءة بيانات، 15.8 تريليون عملية في الثانية عبر 16 نواة للمحرك العصبي وهو عدد عمليات أكثر بأربعين في المئة من M1.
من خلال الأرقام السابقة نستنتج أن أداء الـ M2 تطور معتبر عن ال M1 لكنه لا يصل إلى الـ M1 Pro أو الماكس مثلا، وبالتأكيد ليس الالترا، وعليه فيمكننا توقع شرائح M2 Pro و Max و ultra خلال العامين القادمين.
أتت الشريحة الجديدة في أجهزة macbook air و macbook pro 13 إنش، متوقع، أتى الماكبوك اير بالتصميم المتبع في أجهزة البرو، مع شاشة أكبر، 13.6 إنش حاليا وسطوع حتى 500 شمعة وسمك 11.3 ملي متر وكاميرا ويب بدقة 1080pو touch ID في لوحة المفاتيح، مدخل شحن Magsafe ويدعم حتى 67 واط، ويمكن شحن 50% من البطارية في نصف ساعة حسب زعم آبل، وأخيرا زيادة 200 دولار في السعر ليصبح 1199 دولار.
الأخ الأكبر، البرو نسخة 13 إنش، جهاز غريب، نعم يأتي بنفس المعالج، لكن بالتصميم القديم – الذي أفضله عن نفسي – كاميرا بدقة أقل ونفس الشاشة القديمة، لا يوجد Touch ID، ميزته الوحيدة عن الـ macbook air هو وجود مراوح وبطارية أكبر قليلا، ونعم يأتي أغلى بـ100 دولار كاملة، لا أعلم من يمكن أن يشتري جهازًا كهذا.

نرى أيضا أن معدل تحديث الأجهزة سيكون كل عامين، وهو أمر لا بأس به طالما تظل الأجهزة توفر أداءًا متفوقًا.
مبيعات أجهزة الماك في العامين الماضيين
وبسبب الشرائح الجديدة والأجهزة القوية من آبل، حققت أجهزة الماك مبيعات مرتفعة مقارنة بباقي السنين، 25 مليون وحدة مباعة لعام 2021 وتقريبا 20 مليون نسخة في 2020، للمقارنة كانت المبيعات 17.5 مليون وحدة في 2019 و18 مليون في 2018، وارتفعت الإيرادات لعام 2021 بنسبة 21% تقريبا على أساس سنوي.

الأجيال القادمة من Apple silicon
ربما ننتظر دعما لألعاب أكثر، رأينا هذا العام ألعاب مثل no man’s sky و resident evil ستدعم الماك في نهاية هذا العام، لكن لازال أداء الألعاب غير مرضي، الأمر يعتمد على المطورين.
واضح أيضا أن الأجيال القادمة ستكون أغلى سعرا كما شاهدنا مع ال MacBook air والـ MacBook pro 13 الجدد، ونتمنى أن تظل الأجهزة القديمة الأقل سعرا متاحة للبيع.
جهاز الـ Mac pro الذي لم نره حتى الآن، ربما يستبدل بـ Mac studio أقوى وأحدث، أو ربما سيأتي بشريحة M2 ULTRA، الأمر هو أن مستخدمي الـMac pro دائما ما كان قابل للتخصيص والتحديث، الأمر الذي لم يصبح متوفرًا بداية من شريحة M1.