غالب الظن أنك تقرأ هذا المقال عبر هاتفك الذكي، وبما أن الهواتف اليوم أصبحت متطورة لتحل محل الكثير من الأدوات والأجهزة التي كنا نستعملها سابقًا، سنلقي الضوء اليوم على الجزء الأول من 10 هواتف بمميزات سابقة لعصرها وساعدت في تطور الهواتف الذكية لتصل إلى ما هي عليه اليوم.
DynaTAC – 1983

كان مفهوم الهاتف المحمول مختلفا قليلا في فترة السبعينيات والثمانينيات، كان عبارة عن هاتف بداخل السيارة والذي كان كبيرا للغاية ويستهلك الكثير من الطاقة، كان هذا الهاتف من تصنيع موتورلا.
إلى أن أتى عام 1973 وهو تاريخ تصنيع أول نموذج لهاتف محمول، كان ضخما يشبه قالب الطوب ولكنه كان يعمل ويجري المكالمات.
استغرق منهم الأمر حتى عام 1983 ليصدروه رسميا للأسواق، أتى هاتف DynaTAC بوزن يقارب الكيلوجرام وبطول 33 سنتيمتر وسمك 8 سنتيمرات تقريبا، وكان بإمكانه تخزين 30 رقما ويمكنك التحدث لمدة 30 دقيقة بعد شحنه لمدة 10 ساعات.

كان سعر الجهاز وقتها باهظًا للغاية، 3,995 دولار لهاتف محمول، ما يعادل 10000 دولار في وقتنا الحالي، كان الجهاز بمثابة جهاز للأغنياء فقط حينها، وزادت شهرة الهاتف كثيرًا بعد ظهوره في البرامج والمسلسلات التلفزيونية آنذاك.
ربما لم يكن جهاز موتورلا DynaTAC 8000X الأقوى ولا الأكثر كفاءًة، لكنه بالتأكيد أحد أهم الاختراعات التي ساهمت في وصول الهواتف الذكية والتقنية لصورتها المعاصرة.
Nokia 6110 – 1997

لنقفز بالزمن قليلًا إلى عام 1997 بعد أن أصبحت الهواتف محمولة حقا وتخطينا عصر هواتف الدايناتاك، نوكيا 6110 أتى بالعديد من المميزات التي تجدها في هاتفك الذكي اليوم، مثلا كان Nokia 6110 أول هاتف من نوكيا يأتي بلعبة الثعبان الشهيرة مثبتة مسبقا، ومنفذ للأشعة تحت الحمراء في ذلك الوقت لم يكن هناك بلوتوث على الهواتف المحمولة.
أيضا كان يأتي بميزة المستخدمين أو ال profiles، التي مكنت المستخدمين من إنشاء أوضاع مختلفة يتغير فيها نغمة الرنين والاشعارات والرسائل التي تصلهم حسب ما يودون، ولا تكاد تجد هاتفًا ذكيا لا يحمل هذه الميزة في عصرنا الحالي.
Nokia 9210/9290 Communicator -2000

نكمل مع نوكيا، ونحن الآن في مطلع الألفية عام 2000
كان هاتف Nokia 9210/9290 Communicator فريدًا من نوعه، للوهلة الأولى ربما تظنه هاتفًا سمكيا وثقيلا بشاشة صغيرة ويؤدي الغرض، لكن عند فتحه تتغير الأمور تماما ويصبح وكأنه حاسوب محمول، فنجد شاشة ملونة من نوع LCD ودقة 640 × 200، ولوحة مفاتيح QWERTY كاملة مثل التي تستخدمها الآن على هاتفك.
ناهيك عن المميزات المتقدمة الأخرى مثل إرسال واستقبال فاكس عن طريق الهاتف إضافةً إلى رسائل SMS والبريد الالكتروني، كان أول هاتف بنظام تشغيل Symbian OS ،ووفر اتصالًا بالإنترنت وتطبيقات مثل مدير للملفات وبرنامج للعروض التقديمية وبرنامج لإنشاء الجداول وآخر للمستندات.

حقق Nokia 9210/9290 Communicator نجاحًا باهرًا جاعلًا من نوكيا العلامة التجارية الأولى متفوقة على منافسيها بالم وكومباك آنذاك، بحصة سوقية 28.3%.
Nokia 1100 – 2003

لم يوفر Nokia 1100 الكثير من المميزات المتقدمة والمبهرة، لكن ما ميزه حقا هو كونه موجها للدول النامية والتي لم يك مستخدموها بحاجة لأكثر من هاتف يؤدي الوظائف الأساسية كالاتصال والرسائل والمنبه والتقويم وبسعر رخيص، وكان نوكيا 1100 أرخص أجهزة نوكيا في ذلك الوقت.
وفر الهاتف مميزات مثل كشاف يمكنك تفعيله عبر الضغط على زر c مرة ومرتين لإغلاقه، وفر أيضا ألعاب مثل الثعبان وبالتأكيد وظائف مثل المنبه وساعة الإيقاف والأوضاع أو ال profiles وغيرها.
وكنتيجة لذلك حقق الهاتف مبيعات ضخمة جدا وصلت إلى أكثر من 250 مليون منذ إطلاقه عام 2003، مما جعله أكثر هاتف مبيعًا على الإطلاق والجهاز الالكتروني الأفضل مبيعا لذلك الوقت.
iPhone 2G (iPhone Original) -2007
لن تكتمل قائمتنا دون ذكر أول آيفون على الإطلاق، الجهاز الذي أحدث ثورة في عالم الهواتف بشاشته الداعمة للمس والمصنوعة من الزجاج على عكس هواتف الوقت حينها والتي كانت شاشتها مصنوعة من البلاستيك (جهاز الآيبود الخاص بآبل كانت شاشته من البلاستيك أيضا)، وكانت الشاشة مغطاة بطبقة حماية جوريلا جلاس الأولى، وأتت بحجم 3.5 انش ودقة 480*320.
وفر الهاتف ذاكرة تخزين بسعة 4 أو 8 جيجابايت، وأضيف لاحقًا نسخة 16 جيجابايت في عام 2008، ووفر الهاتف مستشعرات مثل التسارع والتقارب ومستشعر للإضاءة.
وفر الآيفون أيضا واجهة مستخدم مميزة بسيطة وسهلة الاستعمال ومليئة بالمميزات، وهو الأمر الذي لم يكن موجودا حينها، وفر الآيفون البريد الصوتي والالكتروني ودعم الايمائات باللمس المتعدد وتطبيقات النظام الأساسية مثل التقويم وجهات الاتصال والطقس والآلة الحاسبة، إضافة إلى تطبيق يوتيوب مخصص وتطبيق خرائط تعمل بواسطة خرائط جوجل.
على الرغم من سعر إطلاقه المرتفع -499 دولارًا لنسخة 4 جيجابايت- وعدم احتواءه على لوحة مفاتيح فيزيائية، ظن الكثيرون أنه لن يحقق نجاحًا، وقد كان العكس، حيث باع أول آيفون منذ إطلاقه أكثر من 6 ملايين نسخة، وبحلول عام 2009 كان مجموع مبيعات الآيفون أكثر من 20 مليون نسخة.